شهادة تقديرية من الأستاذ الفاضل " حسين الخضيري "
في أروقة الابداع .. أثير الربيعي نموذجا للأدباء الشباب
ترددت كثيراً في الكتابة عن شخص له مكانة في قلبي كي لا تكون كلماتي
نابعة من تلك العلاقة خوفاً من تنظيم الكلمات لتخرج بعاطفة حبرها حبي له
واحترامي ، الاّ ان الانصاف جعلني اتجرد من كل ذلك الشعور واكتب كلمات خجلة
امام ذلك المبدع منصفاً له والذي يشار اليه بالبنان ويتأمل منه ان يتصدر
هرم المبدعين الشباب ، قلمه يزخر بالتجدد والتنقل من حال الى حال ،
فكره يطير في سماء المعرفة والخيال ليستقر في الآم الجياع واليتامى
والارامل ، قلمه يبحر في جراحات الوطن الجريح ليرسوا على مرافئ النجاة
ليرسم تاريخ وطن من قلمه الذي لا ينضب ، يعود بذاكرته الى ماضي لابد من
الاشارة اليه فيخوض في عمق التاريخ ليستخرج لنا درراً من الحكمة والموعظة ،
يطلق لفكره المعرفي الفلسفي النابع من روحه المؤمنة الطالبة سبيل النجاة
ليكتب لنا ولائه الحق للحق واهل الحق حاملي الرسالة الالهية السمحاء ، رسخت
في ذاكرته العادات الاجتماعية والتقاليد والقيم الاخلاقية والتي تَعَود
عليها في محيطه ليرسم بفرشاة رسام مبدع لوحة التأمل في الماضي المغيّب
ليبحر في عالمه الهادئ شاعرية العاشق الهائم بمحبوبه في تأملاته وخلواته ،
فيحدث في نفسه حالة من الصفاء والنقاء الروحي، وينطلق معه هائماً في صمت
طويل، متأملاً في الكون وعوالمه المبدعة، وينعزل عن العالم والناس ويستمع
إلى بوحه الداخلي الذي يخامر خلجات نفسه وحسه، . رؤية الربيعي للأشياء من
حوله تجعله مفعماً بكتلة من الأحاسيس والمشاعر التي يصعب وصفها، أو توصيفها
بعبارات بسيطة، لأنها حالة نفسية داخلية لصيقة بالشاعر أنّى اتجه . وفي كل
المجالات الأدبية ، متعدد الجوانب والمواهب في علمه ودرايته بالثقافة
والأدب والعلم والمعرفة والدين والشريعة ، الربيعي مفكر أديب وباحث أريب
وشاعر مفلق ولغوي حجة في العربية والشريعة والأدب والدين. ومن روائع أفكاره
كتاباته ومقالاته المتعددة في مواقع الأدب لتكون أفكاره محل دراسات وتحليل
ومناقشة الأدباء والمفكرين مثل مركز النور موقع كتابات مؤسسة مهدي الامم
صحيفة الفتح المبين منتدى كتاب المرجعية وغيرها من محافل الأدب والشعر على
المستوى المحلي ، ويعجبك في ذلك إنثيال معلوماته في اللغة والشواهد الأدبية
والمعارف العلمية التي بينها في مقالاته المتألقة. وهذا بلا شك يعود
لأسباب منها تحصيله العلمي في حوزة الأمام الصادق عليه السلام الدينة ((
الجامعة الجعفرية حالياً )) لتكون هذه المرحلة سبباً معتد بها في صقل
مواهبه الإبداعية ليستلهم من صاحب السماحة المرجع الديني الاعلى السيد
الصرخي الحسني دام ظله وفضل توجيهاته المباركة ومواقفه المشرفة والتي تنوعت
في كل المجالات لتكون له سنداً وعوناً ، وفي اطلاعه على أمهات كتب التراث
ومصنفاتها في اللغة والشريعة والأدب والاقتصاد والفكر والبيان. وهذه من
أسباب حيوية علمه وغزارة أدبه وفكرية ثقافته ولا ينبؤك مثل خبير.
لا
يمكن التغاضي عن إبداعاته وفيض قلمه المعطاء لما حوته سيرته الذاتية من
إبداعات تنم عن مدى ثقافته العالية لتكون له سنداً بالارتكاز عليها ، ليلفت
أنتباه أصحاب الاختصاص ولتكون حياته مليئة بالعطاء والتفاني والابداع
والتجدد ، عندما ترسوا في ميناء مشاعره واحاسيسه تذهب بك الافكار الى خيال
لم تعهده كتابات شاعر واديب ففي ((أوراق تحت الرماد )) يبحر في الخيال
الواسع المستند على دقة التعبير ليكون في فضاء الخيال المتجدد والمبحر في
اروقة العقل الباطني ليرسم وينقل مشاعر واحاسيس تجذب قارئها بطرح هادئ يرسي
بمن يقرأ كتاباته الى الهدوء والسكينة ، لينقلنا الى عتابات الزمن والبعد
والحب والاشتياق والوله والهيام ليرسم بفرشاة رسام مبدع متألق الى الهيام
بمحبوبه ((أنا وحبيبي ... آلام وآمال )) وفي هذا المجال جعل من الفكر
والعقل هائما رائعا بوصفة الذي يحمل بين طياته عتاب للمحبوب فيقول :
على أعتاب مولدك الأغر ..
ترنّم الأفق بألحان المطر ..
وزاد في القلب اشتياقٌ وحنين ..
ولوعة الوجد وآهات السنين ..
فمتى يرحل من نفسي الأنين ..؟
وتبحر الأعين في أحلى نظر
فكانت مشاعره في اوج الحب والتعبير الذي يجعل من سامعها سابحاً في فضاء العشق والحب الفطري .
وفي الحزن والعتاب والفراق والم البعد ينقلنا الى مشهد آخر تألق به وابدع
لينقل مشاعر الحزن والفراق بفطرة سليمة وقلب يناغم العتاب لما احتوته
كلماته من نقل صورة العذاب عن بعد الحبيب ومعاناته ليؤسس مملكة البكاء
والحزن ليعبر عن مدى قلبه الواسع الذي يضم بين جنباته الفرح والسرور والحزن
والالم ((شاطروني البكاء...)) فيقول معبرا عن احساسه المرهف التواق الى ما
يحمله من عذابات ...
(( بكائي .. كبريائي .. دائي ودوائي .. آلامي
وآمالي .. سلفي وأجيالي .. ضعفي وقوتي .. أنسي وغربتي .. راحلتي التي
أمتطيها بعيدا .. وزادي عندما أكون وحيدا .. كم جميل أنت يا بكائي .. ففيك
سعادتي وشقائي . لن اتنازل عنك .. لأنك تشاطرني الحياة .. وتسعفني في
الضائقات .. شاطروني البكاء لطفا .. أو تدعوني أعانق دموعي .. فسيأتي اليوم
الذي يتحول فيه هذا العناق الى انتصار ..
الربيعي تجده في كل مجال من
مجالات العواطف والاشتياق والبعد والحنان والشوق والغرام وهذا نابع من
عقله الذي يرسم بشتى الالوان ما يحتويه القلب من حب وسرور وحزن وعذاب .
أما في جانب اخر فانه ينقلنا الى لون اخر من فرشاة قلمه المتجددة ، فينقل
لنا من قلمه في مقالته (( عشق على ساحل الإنتظار)) فيقول واصفاً الحب (
والحب عندما يكون ممزوجا بالأمل يتحول إلى قوة ضاربة تتحدى الصعاب وتقهر
الأسباب .. ولا يخلو إنسان من هذين الدعامتين الأساسيتين في الحياة بسب
تركيبته النفسية التي تمتزج بين العقل والعاطفة والتي يترجمها إلى مشاعر
وأحاسيس تجاه ما يدركه .. وأستطيع القول بأن هذين الدعامتين هما الأساس في
إبداع الإنسان وتفوقه ..
أما في مجال العقيدة فانه اتخذ لنفسه منهجاً
قويما متجدداً وخط لنفسه طريقاً قلما شاهدنا منه في هذا الزمن وهو طرحه
الجديد في البحث عن دقة الرواية وما تحتويه بنقاش وتفسير علمي مرتكز على
الاثار والافعال التي تطابق الرواية ومرادها ، ففي كتاباته عن عصر الظهور
اجاد في الابداع في مجال تفسير الرواية وتطبيقها وتحليلها تحليلاً علمياً
دقيقاً يجعل سامعها يقف باجلال امام القفزة النوعية في شرح وتفسير مراد
الشريعة من شخصيات الظهور ويزيل الغشاوة عن الباحث عنها بدقة علمية واحرف
نورانية تكون سنداً للباحث في هذا المجال الذي فتح باب العقل في تفسيرها ،
في مقال له يصف حركة السفياني واتجاهه الفكري والسياسي يصف ما خفي عن انظار
المتتبعين فيقول : ((ليس رجما بالغيب ولا طرحا على مستوى إلزام الآخرين
بقبوله ، بل مجرد أطروحة وتحليل شخصي مستقى من الروايات الشريفة ومن بعض
مجريات الواقع المعاش وهي بمثابة المحاولة في تتبع النصوص وقراءة وتطبيق
مصاديقها في الخارج وبالتالي فإن نصيب هذه الرؤية إما الصواب أو الخطأ .
كثيرة هي الأخبار الواردة بشان السفياني حيث وردت عنهم سلام الله عليهم
الكثير الكثير من الروايات التي تشير إليه وتحذر من فتنته . والمتتبع
المتأمل لتلك الروايات يجد أن مفهوم السفياني هو عبارة عن مفهوم متعدد
المصاديق على مستوى الفكر والأفراد )) .
وعلى عجالة وابتعاداً عن
الاطالة نورد بعض انوار هذا الرجل الهائم والسائر في طريق الكمال الا
متناهي والذي يبعث في النفس السعي على متابعة ومواكبة سفينة ادبه ورؤاه
وافكاره النورانية لتكون مساعدة لكل باحث عن الثقافة المتطورة التي تواكب
العصر انه نموذج يقتدى به من نماذج طلبة حوزة الامام الصادق عليه السلام ((
الجامعة الجعفرية حالياً)) تلك المدرسة التي انتهلت من مناهل العالم
الرباني والاب السببي العالم النحرير من بخدمته تقبل الاعمال وبفيه تستظل
الامة من فتن اخر الزمان العارف الاوحد والعبد المطيع المؤتمن المرجع
الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله . ونسأل الله
سبحانه وتعالى ان يمن علينا بصحبة الاخيار وقائدهم المؤسس لدولة الله
العظمى وان يثري علينا من عطاء روحة الوالهة العاشقة نسل الاطهار وبقية
الاخيار بعد الامام المهدي المختارعليه وعلى ابائه التحية والسلام السيد
الاستاذ المرجع دام ظله العالي .
المقالات المختارة :
(1) الشعب يبكيك رجالاً .
(2) بلد القمامة السياسية ! إنطلاق حملة تنظيف العراق شُكرُ النعمة في الردّ على مدّعي العصمة .
(3) السفياني والعراق .. قراءة سياسية .
(4) الثورة الفاطمية .. إندفاع وإلتياع .
(5) تتويج المنتظَر وتكليف المنتظرِين .
(6) المرجعيات الدينية بين وحدة المفهوم وتشتت المصداق !.
(7) حقيقة اليماني في الرد على مدّعي اليماني.
(8) حملة الإنتصارات لسيّد الكائنات .
(9) الرسول والبحث الخارج والمهدي ! .
(10) عزاؤنا الوعي وتجسيد القيم .
(11) عاشوراء ... السياسة والتسييس .
(12) التظاهرات .. فرضُ الجمعات .
(13) قلبٌ ينبض قلوبا .
(14) عشق على ساحل الإنتظار.
(15) القائمة القائمة .
(16) ثورة العراق التوعوية التغييرية البيضاء .
(17) أهلا بموحد العراقيين .. أهلا بملتقى الأربعين .
(18) أصحاب السبت ... وأصحاب اليوم .
(19) أوراق تحت الرماد .
(20) أنا وحبيبي ... آلام وآمال .
(21) ضمير الغائب .
(22) الحقيقة المجهولة .
(23) أجيبكِ يا بنت الحضارة .
(24) إلى قارورة الرافدين .
(25) زخُّ الزلال .
(26) آذان القلم .
(27) مقصلة الأحلام .
(28) يا حُجةَ الحُجج .
(29) صدأ الجراح .
(30) أشواق مذعورة .
(31) عندما يمُنع الأمل ! .
(32) الألم المضيء .
(33) شاطروني البكاء .
(34) بحيرة الوجع .
25/أكتوبر/2013