بين الغدير والرافدين ... من ينتظر المبايعين ؟
كان غديرا في اللفظ ... بحرا وفيرا في المعنى ... رست عليه قوافل وقوافل ... في ذلك الحر الهجير ... حيث لم يكن مائه بلا طعم ... بل أحلى من الشهد المصفى ... لذا دعاهم أفضل الخلق ... ليبايعوا خليفة الحق ... وينتهلوا من ذلك الشهد ما بقي الدهر .. فيعم الخير والسلام ..
ولكن .. لم يرُق لأغلبهم أن ينعم بنعمة الواحد الأحد .. حيث الكبر والنفاق والحسد .. فانقلبوا على أعقابهم ... وخانوا وصية نبيهم ... ففرقوا الأمة ... وجلبوا لها الغمة ... حتى عاثوا بالأرض فسادا وخرابا ...
وبكل تأكيد .. فالعشوائية نتاج عدم الانضباط ، وترك القوانين الإلهية التي ما وجدت إلا لتكون نظاما للملة ... باقية دائمة ما بقي الليل والنهار ... واحدها يتبع الآخر ... سلسلة متصلة الحلقات ... رافقها الغبن والتغييب والقتل والتعذيب .
لم يكن عليا خاتمة المطاف ... بل بدايته الجديدة التي اتصلت بما قبلها من قيم ومبادئ ... لتقود الأمة بلون آخر من ألوان القيادة الإلهية ... تتنوع حلقات مسلسلها المبارك وفقا لأبطاله الميامين ... الذين وإن اختلفت سيرتهم بعض الشيء بسبب الظروف المحيطة بهم ... لكن كان اختلافا لم يتعد الوسيلة فقط ... وبقيت الغاية ثابتة شامخة مرفوعة بيارقها لتظل من شاء أن يستظل بظلالها ...
ولم يكن عليا مدعاة للطائفية والعنصرية .. بل هو إمام لجميع الإنسانية ... لكن ماذا عسانا أن نفعل مع الإنسانية ؟
التي زهدت فيه إلا الأندر الأندر الأندر .
وها نحن اليوم ... وبصدد تجديد البيعة للإمام سلام الله عليه .. لا بد من تجديدها تجديدا حقيقيا لا شكليا من خلال مبايعة خليفة الإمام... فلم يترك الإمام علي الإنسانية جزافا بلا راعِ ... كما لم يفعلها من خلَّفه وهكذا جميعهم ... فهذه سنة النبي الاقدس عليه وعليهم صلوات الله وسلامه ...
بيد أن السؤال المطروح : ما السبيل إلى بيعة إمام الزمان وهو في غيبته ؟
ومع بساطة إجابته التي قد تصل إلى حد البداهة .. إلا انه من الجانب العملي لا نرى لها وجودا إلا قليلا ...
الم يعلم الناس بان الفقيه الجامع للشرائط هو الممثل الشرعي لصاحب الأمر عليه السلام وبالنتيجة ممثلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ؟!
الم يعلم الناس بان البيعة لا تكمن في الزيارة الجوفاء والمشاعر الجرداء ؟!
الم يعلموا بان البيعة هي سلوك ومنهج وثبات وليس مجرد إدعاء ؟!
وليت شعري يا إمام الزمان ... كيف حالك في يوم بيعتك ... وأنت ترى بلدك وشعبك ... أشلاءا متناثرة ... لا يعرفون أيا من أي ... ولا يملكون الإرادة ليبايعوك حق بيعتك فضلا عن الوعي المطلوب لذلك ... وماذا تريد منا في يوم بيعتك ... وما عسانا أن نقدم لك من قرابين وقرابين ... لنحظى برضاك وشفاعتك ... كأني اسمع صوتك الشجي ... ينادي ... وا نائباه ... وا عراقاه ... فبين الغدير والرافدين ... هناك من ينتظر المبايعين ... عراق علي والحسين ... عراق الخير المنهوب .. والعز المسلوب .. والإمام المحجوب ..
لنبايع عليا حق بيعته
لنبايع المهدي حق بيعته
فلا تفوتوا عليكم فرصة البيعة العظيمة ... والنعمة الجسيمة ... بل قروا عين إمامكم ... بالتمسك بمرجعكم .. كي تمهدوا له الطريق ... وتزحزحوا من أمامه ما يعيق ... فهم والله عثرة أمامه ... وسراق حق الإمامة ... فلتصحوا فيكم النفس اللوامة ... ولا تنسوا موقفكم يوم القيامة ... فها قد وصلكم النداء .
23/ 10/2013
القلمُ النَدِيّ
مدوّنات أثير فرات الربيعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق