السبت، 17 أغسطس 2013

..ثورة العراق التوعوية التغييرية البيضاء







لم يخلق الله البشر ليعطلوا عقولهم وضمائرهم ... ولم يتفضل عليهم بنعمه إلا ليوظفوها في المسار الصحيح ... بعد أن حدد لهم الحدود وبين لهم كيف أن يتحرروا من عبادة العبيد إلى عبادة المعبود ...
والخوض في تفاصيل الجزئيات المهذِّبة للإنسان طويل وعريض لا يسعه المقام ... بيد أننا نود أن نؤكد على مفهوم الإرادة الذي يعد الشرارة والمنطلق الدافع للإنسان في بناء الحياة وصناعة الحاضر والمستقبل . وعندما يكون هذا المفصل الحيوي بهذه الأهمية إذن لا بد من الاهتمام به والعناية الفائقة في ديمومة بقائه متقدا في خلجات الإنسان لأن انطفاء شعلته تعني موت الإنسان وان كان يمشي على الأرض ! فما قيمة إنسان بلا إرادة ؟! وكيف تكون حياة الإنسان بلا أرادة  ؟!
ومن الملفت للنظر إن الطامعين والمفسدين دائما يركزون على خلق الأجواء والمناخات التي تساعد على سبات إرادة الإنسان وفقدانه للأمل ليجعلوا منه آلة معطلة تفتقد للوقود المحرك لها  ... وهذا الأجواء تأتي نتيجة لسلوك أولئك الظالمين وما يبثونه من دعايات ومغالطات وأكاذيب بل حتى أخاويف الغاية منها ركون الإنسان وانعزاله ليدعهم وشأنهم يفسدوا ويسرقوا ويقتلوا وووو   .... وللأسف الكثير الكثير بل الأعم الأغلب من الناس قد وقع في شراك هذه المصيدة الخبيثة ، واستسلم لمراد الظالمين والنتيجة أن صار جزءا منهم سواء علم بذلك أو لم يعلم .
وما يجري في عراق اليوم ... لخير شاهد على موضوعنا . فكم وكم وكم ينتهك الوطن وما يحتويه الوطن بل وما يتعلق بالوطن ومع كل ذلك نجد ردة الأفعال مخجلة لا تنم عن شعب قد استقى إرثه الديني والتاريخي والحضاري ممن تركوا له ما يمكن أن يستثمره في ردع الظلم وانتزاع الحقوق من ( سلابة العراق الجديد )  ...
أترى كيف يقتنع أو يستسلم العراقي لما يدور ويجري اليوم في عراق الويل والثبور وينزوي ولا يسجل موقفا أمام ربه ونفسه وأهله وشعبه ووطنه وتاريخه ؟ ويا ترى من المسؤول عن تربع الظالمين على رقاب المستضعفين ؟ ومن المسؤول عن إزالة المفسدين عن مكامن خير العراقيين ؟
لا تقل إني إنسانا بسيطا عاديا لأنك مع هذا فأنت مسؤول بمعنى من المعاني . كما لا تنسى بأن لك الدور والمكان الفاعل في المعادلة السياسية الانتخابية والتي ترتكز بشكل رئيسي على الناخب . فهلا كنت ناخبا واعيا صاحب بصمة تاريخية مشرفة على خارطة العراق الممزقة ؟
ولا تقل لي أن الأحزاب أو الشخصيات المتنفذة بمثابة الحيتان الملتهمة للآخرين وإنهم مسيطرون ووو  .. ولا يجدي نفعا انتخابنا للوطني النزيه لأنه ضعيفا وليس بإمكانه فعل شيء لأني أقول لك إن الله لا يحاسبنا على النتائج بقدر ما يحاسبنا على ما نقدم ويا ترى هل تفكيرك هذا يشكل لك عذرا شرعيا ووطنيا وتاريخيا وأخلاقيا لانتخاب المفسدين أو لعدم الذهاب في اختيار الصالح ؟؟؟!!!
ثم ما الفائدة من هذا الاستسلام واليأس ؟ فهلا ابتعدت عن اليأس وسوء التدبير كونك لا تريد أن تساهم في الانتخاب ؟ لماذا ولماذا هل شعرت بالذنب لأنك انتخبت ممن ليس أهلا للانتخاب ؟ فان كنت كذلك فهذا شعور جيد  لكن لا يكمن الحل في عدم الانتخاب بل ينحصر الحل في انتخاب العنصر الصالح وتوعية الناس على ذلك . لماذا تفكر وترتب النتائج على فشل البعض أو الأغلب بمثابة فشل الجميع ، وفساد البعض أو الأغلب يعني فساد الجميع ؟ هذا ظلم وافتراء وجهل وموت إرادة ويأس من رحمة الله .
أخي وشريكي في المحنة ... لا تسمح لنفسك أن تكون شريكا في نهب ثروات العراق وقتل شعبه المضطهد وهذا يكون عندما تساند الظالمين السارقين القاتلين اللذين عاثوا الفساد  بالعراق والعراقيين ،أو عندما تسكت عنهم ، أو عندما تفسح أمامهم المجال ليتسلطوا على رقابنا مرة أخرى ... وإياك إياك أن تنخدع مرة أخرى بالاصطفاف الطائفي والمنطق المذهبي الذي صار وبالا على العراق والعراقيين والذي تنكّر منه الجميع واليوم باتت رائحته تعود من جديد . لا تنسى ما حصل من مشاهد ترتعد لها الأرض والسماء بسبب الطائفية المقيتة وأنت تعلم جيدا بأن المتشندقين باللهجة الطائفية هم ابعد ما يكونوا عن أدبيات طوائفهم وسلوكياتها ؟ فهل تريد أن تعود مرة أخرى أحداث اللطيفية وبغداد وسامراء وباقي مدن العراق وتكون سببا في سفك الدماء ؟!
لذا علينا جميعا أن لا نفكر بالانتحار ... أتعلم ما الانتحار  ؟ وأي إنتحار ؟ إنتحار وطن برمته !
وهل ترضى لوطنك وشعبك الإنتحار ؟ لا ترضى ذلك بكل تأكيد ... وإلا فالويل لك من عذاب الله الشديد .
تعالوا جميعا لنحيي الإرادة وننشر الوعي لا سيما السياسي منه ونكشف المفدسين ونشير إلى الوطنيين الصالحين ولنجعلها ثورة العراق التوعوية التغيرية البيضاء .. وما أحلى أن نصطف جميعا ثائرين موشحين ببياض النفوس والعقول راسمين حاضرا ومستقبلا زاهيا .









19/فبراير/2010


القلم النَدِيّ

أثير فرات الربيعي 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق