السبت، 17 أغسطس 2013

بلد القمامة السياسية ! إنطلاق حملة تنظيف العراق








عذرا لك يا وطني الحبيب .. ومثله لشعبي السليب .. فها قد صرنا بؤرة للإستضعاف والإنتهاك .. بل هو إستمرار الحال منذ زمن طويل .. ومن سيء إلى أسوأ .. والسبب فينا وبأيدينا ولدغنا بدل المرتين مرات ومرات !
ولا أعلم بماذا سيؤول المصير ونحن ننظر بأم أعيينا واقع الحال المزري الكسيف حيث إنعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة البسيطة ونحن نعيش في بلد الخيرات والثروات .. وموطن الديانات والكفاءات .
آلام كثيرة تعجّ في داخلي ويشاطرني فيها أغلب أبناء جلدتي إلا من يعيش على إمتصاص دمائنا ونهب خيراتنا وسلب حقوقنا فبالتأكيد لا يرتضي لنا هذا الكلام وكيف يرضى لمن يواجهه بالحقيقة التي يحاول خمدها وتزييفها .
وبدوري ليس من شأني إختلاق الأحداث ولا أبتغي غير الحقيقة شيئا .. وما هي سوى كلمات أريد لها أن تمتزج مع أحاسيس كل من يمتلك إحساس نقي وعقل سوي ويوافقني بالإنسانية التي اشعر بها وأعيش من خلالها مع أقراني ولا أريد أن أكون ذئبا ضاريا وسط قطيع ضعيف !
تسع سنوات  مرّت على العراق والعراقيين بعد سقوط الحكومة الصدامية المجرمة . حملت في طياتها ما هو أسوء . وأفرزت لنا أحداثا سياسية تمخضت عنها على واقع الحياة اليومي ألوانا من الشر لم نرها من قبل .
وبكل تأكيد لا أستطيع في مقال صغير متواضع أن أسرد كل الأحداث التي رافقت الفترة المشار إليها غير أني سأكتفي بكبريات الأمور وبعض الأمثلة كتطبيقات واقعية لأزلام السياسية في العراق .
وكلنا يتفق على أن سياسة المرحلة الصدامية البائدة ( التي باد صدامها وبقي من يحمل لوائها ) هي سياسة ديكتاتورية إجرامية دموية وما شئت فعبّر .
أما منجزات الحكومات التي تعاقبت على إدارة البلاد بعد السقوط فهي لا تقل وصفا عن حكومة ما قبل السقوط . حتى وإن شهدنا بعض التغييرات الإيجابية في بعض المرافق لكنا في نفس الوقت وجدنا سلبيات لم نكن نعهدها من قبل وبالتالي فالنتيجة واحدة والخاسر الوحيد هو الشعب المسكين .
وربما لا أبالغ إن قلت أن كل من تصدى لقيادة البلاد قد أثبت فشله الذريع سياسيا وإداريا على مستواه الشخصي وكذا على المستوى الحزبي أو الكتلوي .
وللأسف الشديد لا نستطيع أن نغمض أعيننا أمام الحقيقة المرّة المؤلمة والماثلة أمام ضمائرنا حيث أننا نحن من ولّى هؤلاء رقاب الشعب ولم نفكر أو نتعظ أو نستفد من نصائح الآخرين .
والكل شاهد وتيقن بأن السياسيين لا تهمهم مصلحة البلاد والعباد بل المهم والأهم هو المنافع الشخصية والحزبية بحيث تفننوا بكل شراهة بالتفرد بالمناصب وسرقة وهدر المال العام وإلّا بربك ماذا يعني التقرير الذي كشفته هيئة النزاهة منذ فترة أن 90% من الأموال المخصصة للإعمار تذهب سدى بسبب الفساد المالي والإداري !! أليس هذا إرهابا من نوع آخر بل وأخطر أنواع الإرهاب ؟!
وهذا الأمر بصراحة إنما هو واقع حال لا يحتاج إلى تقرير من النزاهة لأن لا إعمار على أرض الواقع وفقط نسمع بأموال طائلة مخصصة وميزانية إنفجارية تسببت بغص العراق بألام شعبه  ! وبإنفجار الحصة التموينية ! وطفح الخدمات ! وتصدير الأمن والإستقرار ! وكل ذلك حصل بنزاهة ... ! وحكمة ... ! ووطنية ... ! وفتوى ... !
واليوم نعيش أيام الصراع السياسي الغابوي على المناصب والمصالح الضيقة بكل وقاحة من دون أن يخجل احدهم ويضع نصب عينه ذرة من الحياء والضمير
حقا إنها مهزلة المهازل ، وإستهتار بالمشاعر وإحتيال على الآمال وقتل للأحلام وضحك على الذقون .
وعذرا يا عراق .. حيث لا أملك غير قلمي للتنظيف ! 












4/يونيو/2012



القلمُ النَدِيّ

أثير فرات الربيعي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق